كشفت صحيفة «هآرتس» خطة إسرائيل السرية وراء الانسحاب شبه الكامل لقوات الجيش من جنوب قطاع غزة، تاركا قوة أصغر لمواصلة العمليات. وأعرب ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، اليوم (الثلاثاء)، عن أملهم بأن يؤدي الانسحاب من جنوب القطاع إلى خروج المسلحين من مخابئهم. وعزا الضباط الإسرائيليون الانسحاب من قطاع غزة إلى حالة الإرهاق القتالي، وليس بوادر حسن نية تجاه مفاوضات صفقة الهدنة وتبادل الأسرى. وأكدوا أن هناك فهما ومعرفة بعدم جدوى تواجد كبير للجيش الإسرائيلي في غزة، وأنه دون التقدم لمواقع قتال جديدة ستتعرض حياة الجنود للخطر.
وبحسب المصادر، فإنها تأمل أن تؤدي حالة الانسحاب لخروج المسلحين من مخابئهم، وحتى لو كان الثمن إطلاق صواريخ.من جهته، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أمس (الإثنين): إن «الحرب في غزة مستمرة، في حين لا يزال مسؤولو حماس يختبئون، ونحن سنصل إليهم عاجلا أو آجلا».وأضاف: «نحن نمضي قدما وسنستمر في قتل المزيد من المخربين وتدمير المزيد من البنى التحتية للمسلحين.. لن نبقي ألوية حمساوية قائمة في أي جزء من القطاع»، لافتا إلى أن هناك خططا للجيش الإسرائيلي سيتصرف بموجبها بمجرد اتخاذ القرار.ورأت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن قرار إسرائيل سحب قواتها من جنوب غزة، يثير تساؤلات حول الخطط الحربية القادمة، وذكرت أن مقاتلي حماس عادوا إلى مناطق سبق لإسرائيل أن ادّعت إحكام السيطرة عليها. وقالت إن قرار الانسحاب حيّر حتى كبار المسؤولين في البيت الأبيض مثل المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي.فيما لفتت صحيفة «هآرتس» إلى احتمالات قد تكون وراء قرار الانسحاب منها ما هو مرتبط بصفقة أصبحت وشيكة، مضيفة أنّ هناك تفسيرات أخرى منها أنّ الانسحاب يمهّد لعملية كبرى في رفح، وثمَّة احتمال أيضا بأنّ الانسحاب يهدف إلى إطالة أمد الحرب، لخدمة حسابات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الشخصية.أما «جيروزاليم بوست» فوصفت الانسحاب بأنّه مذهل، وتساءلت بدورها: هل هو استجابة للضغوط الأمريكية أم تحوّل بخصوص الرهائن؟. واعتبرت أن إسرائيل ستحتاج الآن إما إلى إستراتيجية جديدة أو لتقديم تنازلات أكبر لحماس لاستعادة مزيد من الرهائن.